دراسات
إسلامية
الصحوة
الإسلامية في
الأندلس
اليوم جذورها ومسارها
(الحلقة
4/7)
بقلم: د. علي
المنتصر
الكتاني
الانطلاقة
من إشبيلية
وبعد
انتقالها إلى
مركزها
الجديد، أخذت
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس»
تفتح فروعًا لها
في مختلف
المدن
الأندلسية.
ففي 22/1/1983م،
اجتمع ممثلو
«الجماعة» في
غرناطة مع عدد
مسلميها، منهم
جابر
بيلارخيل،
مدير مكتبة
الطب بجامعة
غرناطة،
وهارون
كراكويل
روميرو،
ومحمد جمعة
بلايزي
وغيرهم،
بحضور كاتبه،
تقرر إثره فتح
فرع لها في
غرناطة. وفي 1/3/1983م،
فتح رسميًا
مركز غرناطة
الإسلامي
التابع للجماعة،
بشقة كبيرة في
عمارة سكنية
من شارع «الخندقة»
في المدينة
القديمة. وفي
1/5/1983م، انضمت
رسميًا
«جماعة
الأندلس الإسلامية»
برئاسة عمر
كوكا إلى
«الجماعة».
فأصبحت
«الجماعة»
بأكملها تسمى
«جماعة
الأندلس الإسلامية»،
عوضًا عن
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس».
وفي
يونيو عام 1983م،
أسس جماعة من
مسلمي شريش
(مقاطعة
قادس)، منهم
عبد العزيز
غارسيا
فرناندس،
وعبد الكريم
خيل كيروس،
فرعًا ثالثًا
للجماعة،
وافتتح مركزه
في 1/8/1983م في 9 شارع
باسورتو،
بشريش. وفي
يونيو عام 1983م
كذلك، أسس
جماعة من
مسلمي مالقة،
منهم أسد الله
دل ميلاغوربيريز،
ومولود حامد
بشير،
وإسماعيل خوركيرا
آمورس، وصلاح
الدين غياردو
مورينو، فرعًا
رابعًا
للجماعة، وفي
1/9/1983م، افتتحوا
مركزه
الإسلامي في
شقة بـ26 شارع مارمولس.
وفي أكتوبر
سنة 1983م، أسس
عدد من مسلمي
قرطبة منهم
أحمد صلاح
الدين، وعبد
الله الفاتح،
وعبد الشكور،
وعبد الملك،
فرعا خامسًا
للجماعة،
وافتتحوا
مركزه
الإسلامي
بشقة في 12 شارع
الملكين
الكاثوليكيين
بقرطبة. وهكذا،
لم تنته سنة 1983م
حتى أصبح
«للجماعة
الإسلامية في
الأندلس»
خمسة فروع في
المدن
التالية: إشبيلية
(وهي المركز)،
وغرناطة،
وشريش، ومالقة،
وقرطبة،
وأصبحت
«الجماعة»
بذلك أول جمعية
إسلامية
أندلسية
منتشرة خارج
مدينة تأسيسها
في جميع منطقة
الأندلس، كما
نجحت في ضم الجمعية
التي أسسها
عمر كوكا في
غرناطة.
وقد
تنظمت
«الجماعة»
على أساس
شورى، لا مركزي،
فلها مجلس
أعلى يتكون من
ممثلي فروعها
في المدن
المختلفة،
يرأسه رئيس
منتخب. وكان
جابر بيلارمن
غرناطة، أول
رئيس له. ولكل
فرع مجلس محلي،
يمثل فيه
مسلمو الفرع
المذكور.
وتؤخذ كل
القرارات
بالتشاور.
وفي
سنة 1983م كذلك،
قررت
«الجماعة»
التعريب عن وجودها
للعالم،
فقررت لذلك
الاحتفال
بذكرى مرور
تسع مئة سنة
على وفاة
المعتمد بن
عباد ملك
إشبيلية،
وذلك بتنظيم
حفل ثقافي
إسلامي أندلسي،
على مستوى
رفيع. وطلبت
«الجماعة» من
بلدية
إشبيلية
تسليمها قصر
الخلفاء
القديم،
لإقامة
الحفل، فرفضت
بلدية
إشبيلية
الطلب. فتوجهت
«الجماعة»
بطلب المساندة
من بلدية
طريانة (شقيقة
إشبيلية عبر
الوادي
الكبير)،
فاستجاب
ممثلوها،
وعلى رأسهم
فرانسسكو
أركاس، وسلمت
بلدية طريانة
«للجماعة»قصر
«فندق
طريانة»
لإقامة الحفل(1). وقد وقعت
مشادة صحافية
بين
«الجماعة»
ووزير الثقافة
في الحكومة
المحلية
الأندلسية،
حيث ادعى
الأخير أن عدم
إعطاء قصر
إشبيلية
للجماعة هو
لأسباب فنية
فقط، وأن
طريانة ليست
إلا حيا من
أحياء
إشبيلية، ولا
يمكن تسليم
قصر فيها دون
موافقة بلدية
إشبيلية(2).
وفي
مساء يوم الجمعة
14/10/1983م، ابتدأ
الحفل على ضفة
الوادي
الكبير قرب
برج الذهب (من
بناء
الموحدين)،
وعند غروب الشمس،
وقف أسد الله
دل ميلاغرو
(من مالقة) مؤذنًا
لصلاة المغرب
بصوت جميل،
فألقيت الزارابي،
وصلى المغرب
حوالي مئة من
الأندلسيين بإمامة
عمر كوكا، تحت
حراسة عشرات
من رجال
الشرطة،
ونظرات
الإجلال
والاحترام من آلاف
المتفرجين من
أهل إشبيلية.
وتجمع في هذا الحفل
معظم أعضاء
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس»
الذين قدموا
من مدن
الأندلس
المختلفة.
وبعد صلاة
المغرب
والدعاء،
أطلق
المسلمون الأندلسيون
على ضفاف
الوادي
الكبير سربًا
من الحمام
الأبيض،
رمزًا للسلام
وحرية
العقيدة، والمحبة،
بين البشر،
التي يدعو لها
الإسلام(3).
ثم
انتقل الجميع
عبر الوادي
الكبير قصد
«فندق
طريانة»،
وزين
بالمناسبة
أهل طريانة
بيوتهم،
وأخرجوا
ملاحفهم على
الشرفات كما
هي عادتهم
أيام الأعياد.
وكان «فندق
طريانة»
غاصًا بالحاضرين،
يقدر عددهم
بحوالي خمسة
آلاف. وابتدئ
الحفل في جو
نشاط وحماس،
باسم الله
العلي
القدير،
وبالصلاة على
نبيه الكريم.
ثم تناول
الكلام رئيس
الجماعة
حينذاك جابر
بيلار، وبين
أهداف
«الجماعة»
وبرنامجها:
جماعة إسلامية
أندلسية، على
خطا السلف
الأندلسي
الصالح، تحاول
إرجاع الهوية
العقدية،
والثقافية،
والقومية،
للشعب
الأندلسي
المظلوم،
وتكون بذلك
الوريث
المعاصر،
لنضال شعب دام
قرونًا، ولبرنامج
بلاس أنفانتي
لاستعادة
الهوية الأندلسية(4).
وعندما
آن وقت
العشاء، فسر
المنظمون
معنى الأذان
للحاضرين،
وطلبوا منهم
الإنصات إليه باحترامٍ،
وذكروهم أنه
كان يطلق من
مآذان الأندلس
جميعها، خمس
مرات يوميًا
لمدة قرون. وأذن
أسد الله،
فطأطأ
الحاضرون
رؤوسهم
بخشوع، ثم
صفقوا بحرارة
بعد الأذان
تعبيرًا عن
ابتهاجهم به.
ثم تكلم عبد
الرحمن مدينة
عن المبادئ
الإسلامية،
وعن حياة
المعتمد بن
عباد فقال: «سنقرأ
عليكم بعض
أشعاره
بلغتكم
العربية، التي
أجبرتم على
نسيانها،
ونترجمها
للغة القشتالية،
التي فرضت
عليكم!». فقرأ
باللغة العربية
محمد جمعة
بلايزي (من
غرناطة»
أشعار المعتمد،
وقرأ الترجمة
الأسبانية
جابر.
ثم
ألقى الشاعر
الأندلسي
«خوزي لويس
أورتيز نويبو»
قصيدة مجد
فيها الأندلس
وتاريخها،
وبكى على ما
آلت إليه من
تفسخ في
الهوية
وانحطاط. ثم
قدم الفنان
الأندلسي
«بيبي
روميرو» قطعة
موسيقية على
البيانو. وحضر
الحفل فنانون
أندلسيون آخرون
كـ«خوزي مولا
طوماسا»
و«بنيتو
مورينو» وغيرهما.
وقد حرصت
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس» على
إشراك شخصيات
أندلسية
معروفة في
الحفل، حتى
تجعل الحفل
الإسلامي حفل
جميع الأندلسيين،
وتعرفهم
بدينهم
القديم
وبجذورهم.
ونجح
الحفل في
الأهداف التي
أرادتها
«الجماعة»
منه، وهي: (1)
التعريف
بوجود
«الجماعة» في
الأندلس؛ (2)
تعريف
برنامجها
للشعب
الأندلسي كجماعة
مسلمة
أندلسية؛ (3)
ربط الصلة بين
«الجماعة»
والقوى
الأندلسية
الحية؛ (4)
تقوية ثقة
أعضاء
«الجماعة»
بأنفسهم،
ومقدرتهم على
تنظيم عمل
ناجح.
وفي
الحقبة 28/11-3/12/1983م،
أظهرت
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس»
وجودها في
مالقة بتنظيم
«أسبوع الثقافة
الأندلسية»
في جامعة
مالقة،
بالتعاون مع
جامعتي مالقة
وغرناطة(5). واحتوى
البرنامج
الثقافي على
سلسلة من المحاضرات:
الاثنين 28/11،
«العلوم في
الأندلس
الإسلامية»
لجابر بيلار
خيل؛
الثلاثاء 29/11،
«الآداب في
الأندلس
الإسلامية»
لـ ج. م.
هاكرتي، أستاذ
اللغة
العربية
بكلية آداب جامعة
غرناطة؛
الأربعاء، 30/11
«الطريقة
الإسلامية في
كتابة تاريخ
الأندلس»
لعبد الرحمن
مدينة مليرة؛
الخميس 1/12،
«نظرة عامة
تاريخية حول
اللغة
الأندلسية»
لفتيحة
بيادراس
مارتش؛ الجمعة
2/12، صلاة
الجمعة
للمسلمين
الحاضرين، وفي
المساء
محاضرة
بعنوان «تطور
ومستقبل الاقتصاد
الأندلسي»
لاورورا
قومس، ومنويل
دلكادو،
وانطونيو
مرياس،
أساتذة بكلية
الاقتصاد
بجامعة
مالقة؛
والسبت 3/12،
«احتلال الأندلس
الإسلامية
وسقوط حضارة»
لأنطونيو
زيدو نرانخو،
مدير مكتبة
دور النشر
الأندلسية، ثم
عرض فيلم
بعنوان «أسد
الصحراء»؛
والأحد 4/12، الموافق
ليوم الأندلس
عند القوميين
الأندلسيين؛
أقيمت سهرة
أدبية
بمشاركة جوق
تطوان الأندلسي،
و«الجامعة»،
وهو جوق
أندلسي من
مالقة، والشاعرة
الأندلسية
كارمن آبنسا.
وقد
شارك في هذا
الأسبوع
الأندلسي عدد
كبير من
الطبقة
المثقفة في
مالقة. وقد
نشر في الصحافة
عبد الرحمن
مدينة، بأن
هدف «الأسبوع
الثقافي هو
التعريف
بوجوه
الثقافة
الأندلسية
المختلفة،
ثقافة الشعب
الأندلسي
الذي نحن
ورثاؤه».
وأكد: بالنسبة
لنا فالوجود
القومي
الأندلسي
واقع، حي يجب
أن يكون فوق
المنافسات
السياسية،
وملخصه أنه
يوجد شعب له
جذور وتاريخ».
وهكذا نجحت «الجماعة
الإسلامية في
الأندلس» في
نشاطها العام
الثاني في
اكتساب
الاحترام لدى
المثقفين الأندلسيين،
مما مكنها من
التعامل
معهم، وجذبهم
لأفكارها،
وبذلك القيام
بالدعوة
الإسلامية
على أعلى
مستوى.
وفي
بداية سنة 1983م،
تابعت
«الجماعة»
توسعها الجغرافي
والعددي.
فأسست فرعين
لها في ولبة
(مقاطعة
ولبة)، وذكوان
(مقاطعة
مالقة)، وأخذت
تفكر في فتح
مركزين
جديدين لهما.
وفي فبراير
عام 1983م، انتقل
مركز إشبيلية
الإسلامي
التابع
«للجماعة»من
البيت المؤجر
في «شارع
لبيس» إلى
مركز أكبر
بكثير في 4
شارع دون
الونسو
السابيو في
وسط المدينة
القديمة، حيث
مقرها إلى
اليوم (سنة 1991م).
كما انتقل مركز
«الجماعة» في
مالقة، من
شارع مارمولس
إلى مركز أكبر
في وسط
المدينة
بشارع سالبتو.
وفي
مستهل سنة 1984م،
ابتدأت
«الجماعة»
بإنجاز برنامج
لتعريف
الجماهير
الأندلسية
بتاريخها
وربطها به،
فمنذ أيام
فرانكو، أخذت
الدولة
والكنيسة في
أسبانيا
تحتفلان في كل
عاصمة من
عواصم
الأندلس،
بذكرى
احتلالها من
طرف نصارى
قشتالة. ورأى
المسلمون
الأندلسيون في
هذه
الاحتفالات
إهانة
لتاريخهم،
وشتيمة لحاضرهم،
وعملاً غير
معقول في
أسبانيا
المعاصرة،
حيث اعترف
بالقومية
الأندلسية
وبحرية العقيدة.
وكان يوم 2
يناير، ذكرى
سقوط غرناطة
في يد الملكين
الكاثوليكيين،
وانهيار آخر
دولة إسلامية
بالأندلس.
فقررت
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس»، القيام
بمظاهرة
معاكسة لما
تقوم به
الحكومة والكنيسة،
وهدفها إيقاف
الاحتفالات
بذكرى سقوط
غرناطة، أو
على الأقل
تعريف الرأي
العام
الغرناطي
بهويته(6). وسمت
«الجماعة»احتفالها
المعاكس
بـ«البكاء
على غرناطة».
فنشر أعضاؤها
على برج قمارش
بقصر الحمراء
علم الأندلس،
ومرت
سياراتهم بالأبواق
في المدينة
تصيح
بالمواطنين
قائلة: «هذا
يوم حزن، وليس
يوم فرح! ففي
2/1/1492م، احتلت
غرناطة ولم
تحرر! لتحترم
الدولة
والكنيسة
أرواح
أجدادنا الشهداء!
لتحترم أولئك
الذين دافعوا
عن أرض الأندلس!
فسقوط غرناطة
هو سقوط
السيادة
الأندلسية!».
ونظمت
«الجماعة»حفلاً
في ساحة
«باسيو دي لوس
تريستس» (ممر
الأحزان)، حيث
حضر عدة آلاف
من
الغرناطيين
(أكثر من
الذين حضروا
في الحفل
الرسمي)، ألقى
فيه مفكرون
أندلسيون،
مسلمون وغير
مسلمين،
خطبًا حول
عظمة الأندلس
الإسلامية.
كما شارك في
الحفل عدد من
الفنيين والأدباء
الأندلسيين
كمجموعة
«كورنكاس
غراناديناس»
لكارلوس
كانوا. ثم
ألقى الشعراء
الغرناطيون،
على رأسهم
خوان دي لوشة،
قصائد في تمجيد
الأندلس، كما
غنى للحاضرين
المغني
المعروف «بيبي
الـ دي
لاطوماسا».
وكان
لهذا الحفل
صدى كبير وطيب
في الأندلس(7) وأسبانيا،
إذ لأول مرة
جهر المسلمون
الأندلسيون
بشعورهم،
وبرهنت
«الجماعة»
عبر هذه التظاهرة
الإسلامية
الأندلسية،
التنسيق بين عدة
منظمات
أندلسية غرناطية
كجمعية
«التضامن
الأندلسي»،
وجمعيات الأحياء
الشعبية،
وعدد كبير من
أعضاء «الحزب القومي
الأندلسي».
وسنت الجماعة
الإسلامية بعملها
هذا سنة إقامة
حفل إسلامي
معارض لحفلات
ذكرى سقوط
المدن
الأندلسية،
التي تقوم بها
الكنيسة
والدولة، في
غرناطة،
وولبة، وقرطبة،
وإشبيلية،
ومالقة،
وغيرها من
المدن
الأندلسية.
وفي
14/3/1984م، أقامت
«الجماعة»
حفلا ثقافيًا
في شريش، حضره
عدد كبير من
مثقفي
المدينة
وأهاليها،
شارك فيه جوق
«آخو
كالينتي»
الأندلسي، كما
ألقيت فيه
المحاضرات
التي تعرف
بتاريخ المدينة
الإسلامي
وتشجيع
الأهالي على
تعلم العربية،
لغة أجدادهم(8). وأصبح هذا
النشاط
الثقافي
متواصلاً في
عدة مدن
أندلسية.
ثم
قررت
«الجماعة»عقد
مؤتمر عالمي
لتعرف الأمة
الإسلامية
بوجودها، سمي
بـ«المؤتمر
الأول
للمسلمين
الأندلسيين».
وقررت عقده في
20-22/7/1984م (موافق
شوال عام 1404هـ)
بكلية
«أميليو مونيوس»
ببلدة
«كغويوس
بسخا» بجبال
غرناطة، واستدعت
«الجماعة»
للمؤتمر جميع
أعضائها، وكذلك
ممثلي
الجمعيات
الإسلامية
الأخرى بأسبانيا،
وبعض
الشخصيات
المغربية
كالأستاذ محمد
الحلو،
ووالده الحاج
إدريس الحلو،
وسيدي محمد بن
المكي
الوزاني،
والمشرقية
كالشيخ فؤاد
الخطيب، نائب
أمين عام
منظمة
المؤتمر
الإسلامي
آنذاك،
وعائلته،
والدكتور
محمد محمد عمر
جمجوم. وحضر
كاتبه
المؤتمر، كما
حضر والده
الشيخ سيدي
محمد المنتصر
الكتاني. وحضر
من
الأندلسيين حوالي
200 مسلم، قدموا
من كل مدن
الأندلس(9).
كانت
الإقامة في
الكلية
المؤجرة طيلة
أيام المؤتمر،
حيث كانت
المنامة،
والأكل،
والصلوات
الخمس في
أوقاتها.
وافتتح
المؤتمر
بالقرآن
الكريم ثم
النشيد
الوطني
الأندلسي، ثم
قرئت الفاتحة
على أرواح
الشهداء
الأندلسيين
الذين ضحوا
بحياتهم عبر
القرون
للدفاع عن
الإسلام في
الأندلس.
وألقيت
المحاضرات،
طيلة الأيام
الثلاثة، من
طرف مفكرين من
الأندلس
وخارجها، حول
المبادئ
والفكر
الإسلامي،
مثل المواضيع
التالية:
«العقيدة
الإسلامية»،
«الإسلام وتحرير
الشعوب»،
«الصلاة:
شكلها،
ومعناها»، «الصهيونية
وفلسطين»،
«النضال
الأندلسي»، وغيرها.
وصرح أحد
منظمي
المؤتمر
للصحافة عن معنى
المؤتمر
قائلاً: «نحن
لسنا جزيرة
دينية في هذه
الأرض!
فإسلامنا حي!
فمن واجبنا
الدخول في
المجتمع الأندلسي
وإقناع
الجماهير..
فالإسلام يشم
في هواء هذه
الأرض،
وسينتشر حتى
يعمها، كما
كان في
الماضي!»(10).
كان
مؤتمر
«كوغويوس
بيغا» نقطة
تحول هامة في تاريخ
«الجماعة
الإسلامية في
الأندلس»،
قررت بعده أن
تعقد جمعًا عامًا
لها، لتخطيط
مستقبلها.
وهكذا
في ظرف سنتين
أصبح عدد
أعضاء
«الجماعة الإسلامية
في الأندلس»
يقارب خمس
مئة، لهم فروع
في سبع مدن
أندلسية هي:
إشبيلية،
وغرناطة،
وشريش،
ومالقة،
وقرطبة،
وولبة،
وذكوان، وأصبح
المسلمون الأندلسيون،
ينظرون إلى
المستقبل
بحماس، كما أظهروا
ذلك في اجتماع
«جمعية
الإسلام
والغرب» الذي
انعقد في
إشبيلية في
الحقبة 10-12/9/1984م
وشاركوا فيه.
* * *
الهوامش:
(1) “El Ayuntamiento Sevillano Cedera un Local por el Homenaje a Al-Mu’tamid”
Diario-16, 7/10/1983.
(2) “El Ayuntamiento Sevillano Cedera un Local por el Homenaje a Al-Mu’tamid”
Diario-16, 6/10/1983.
(3) “Los Musulmanes Rezaron por Al-Mu’tamid en la Torre del Oro” Diario-16, 17/10/1983.
(4) “Al-Mu’tamid,
Ultimo Rey Arabe de Sevilla, Homenajeado
al Pie de la Torre del Oro” ABC, 16/10/1983.
(5) “Manana Comienza la
I Semana de Cultura Andalusi Organizada por un Grupo
de Andaluces Musulmanes”
Diario Sur, 27/11/1983.
(6) “Granada Conmemoro
el 492 Aniversario de la Toma de la Ciudad por los
Reyes Cotolicos” Diario
de Granada, 3/1/1984.
(7) Francisco Vigueras
“Reconstruir Al-Andalus” Diario de Granada, 3/1/1984.
(8) “Un Grupo Islamico:
La Otra Cara de la Toma” El Defensor, 3/1/1984.
(9) “Presentacion de la
Coumunidad Musulmana
Al-Andalus” Diario de Cadiz, 15/5/1984.
* * *
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
ذوالقعدة 1435 هـ =
سبتمبر 2014م ، العدد
: 11 ، السنة : 38